اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
محاضرة بعنوان المسلم بين عام مضى وعام حل
11249 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة بعنوان المسلم بين عام مضى وعام حل

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. وأسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد لكل قول صواب، وأعوذ به من الخطأ والخطل والزلل، وأستغفره لما أقع فيه من زلة لسان أو خطأ أو عدم انتباه، وأطلب من حضرات الإخوة الحاضرين أن يتغاضوا عما رأوا من نقص أو تقصير أو خطأ أو زلل، وأن يدلوا على ذلك وينبهوا عليه؛ فإن الإنسان مرآة أخيه المسلم.
أقول: إننا في هذه الليالي، في هذه الأيام نودع عاما، وبعد يومين نستقبل عاما جديدا، وكل عام من الأعوام ينقضي على ما عملنا فيه من خير وشر، ونستقبل العام الجديد ونؤمل فيه آمالا لا ندري أندركها أم لا ندركها؟ ومعلوم أن عمر الإنسان ينقضي بين هذه الأعوام، وبمرور هذه الأيام يتقلص يوما ويوما، شهرا وشهرا وعاما فعاما.
وقد جعل الله هذه الأيام والليالي لأجل الاتعاظ ولأجل التذكر وأمرنا بأن نستغلها ونعمل فيها، وألا نضيع شيئا منها سبهللا، بل نعمل فيها ما نؤمل أن نلقاه.
فأولا: التذكر الذي جعلت له هذه الأيام والليالي.
وثانيا: معرفة ما خلقت له هذه الأيام والليالي.
وثالثا: الاعتبار بمرورها وبسرعان ما تتقلص وتنقضي والناس في غفلتهم.
ولعلنا نبحث في هذه الأشياء ونذكر ما نستحضره من الأدلة.

line-bottom